دولة الإمارات العربية المتحدة- كيف تتغلب على عوائق السياحة العلاجية؟

لا شك أن السياحة العلاجية في مرحلة التطوير في كل من إمارة دبي وأبو ظبي. حيث ركزت حكوماتهم المحلية بشكل كبير على تطوير السياحة العلاجية. ومع ذلك، لم تلحق باقي البلاد بركب السياحة العلاجية بعد.

العوائق الرئيسية التي تم تحديدها أمام تطوير السياحة العلاجية في الإمارات تشمل ما يلي: عدم تمتع الخدمات الطبية بجودة عالية، وارتفاع تكاليف (أسعار) خدمات السياحة العلاجية، وعدم وجود تأمين طبي دولي مقبول في الدولة، وغياب منسقي السياحة العلاجية، وضعف الإعلان والتسويق، وعدم ثقة السكان المحليين في النظام الطبي، ونقص الموارد البشرية، وافتقار البنية التحتية للنقل والمواصلات، وغياب الإدارة الإستراتيجية، وقلة التعاون بين الجهات المعنية بالسياحة العلاجية، انتهاءً بالظروف الجوية غير الملائمة خلال فصل الصيف.

هناك اعتقاد قوي أنه ينبغي تحسين وتعزيز استراتيجيات تطوير السياحة العلاجية المحلية من خلال تطبيق معايير عالية الجودة فيما يخص السياحة العلاجية، وبشكل متساوٍ على جميع الوجهات المقصودة. من المستحسن أن تأخذ هذه المعايير في الاعتبار الجوانب الدينية أيضًا، والتي بدورها تجذب المزيد من السياح المسلمين القادمين لغرض علاجي. يجب التركيز بشكل خاص على تطوير نظام قوي لضمان قبول التأمين الطبي الدولي في دولة الإمارات. قد تنجح الاتفاقيات الأولية بين القطاعين العام (الحكومي) والخاص (المستشفيات، والعيادات، وشركات التأمين الطبي) في هذه الحالة. بمجرد تحديد استراتيجيات السياحة العلاجية، يمكن تطوير مجموعة مؤشرات لقياس وضمان جودة خدمات السياحة العلاجية. يجب أن تغطي مجموعة المعايير هذه جميع الأطراف الذين لهم علاقة بالسياحة العلاجية. على الجانب الآخر، يجب جعل العملية برمتها فيما يخص رحلة العميل/ المريض/ السائح الطبي مطابقة للمعايير، وكذلك العمل على مراقبتها وضبطها. يمكن تحديد دور منسقي السياحة العلاجية بوضوح، وكذلك وضع الشروط التي يمكن بموجبها إنشاء شركات منسقي السياحة العلاجية (عامة/ خاصة). إن التعاون الوثيق بين المستشفيات، والعيادات، والفنادق، والشركات السياحية، ووكالات السفر، وشركات نقل المسافرين، وشركات الشحن، وشركات التأمين الطبي والتأمين على السفر أمر لا بد منه. ثانيًا، لضمان الجودة العالية للسياحة العلاجية في دولة الإمارات، من الضروري تقديم برامج تدريبية طويلة المدى للأطراف الذين لهم علاقة بالسياحة العلاجية، وخاصة لمديري المستشفيات والعيادات، والأطباء والطاقم الطبي، والجهات المعنية بتلك السياحة. يمكن تقديم مقترح بهذا التدريب ويتم تقديمه من قبل الحكومة من خلال إداراتها التابعة والمخصصة لتطوير السياحة العلاجية. ثالثًا، يمكن تحديد مستلزمات السياحة العلاجية وأسعارها. حيث يمكن للحكومة أن تضع تعليمات حول كيفية تصميم مستلزمات السياحة العلاجية. بالإمكان أيضًا تخفيض التكاليف/ الأسعار المرتفعة لخدمات السياحة العلاجية من خلال توفير حزم شاملة ومعدة مسبقًا للسياحة العلاجية. علاوة على ذلك، يمكن أيضًا اعداد حزم للسياحة العلاجية مصممة حسب الطلب وتقديمها للسائحين الوافدين لغرض علاجي. مرة أخرى، هنا سيظهر دور منسقي السياحة العلاجية.

ومن خلال توفير مستلزمات/ حزم السياحة العلاجية، يمكن التغلب على عائق الظروف الجوية غير الملائمة، فعلى سبيل المثال، يمكن عمل عروض ترويجية مميزة على علاجات التجميل خلال فصل الصيف دون المساس بجودة تلك العلاجات. رابعا، يمكن الإعلان والتسويق للسياحة العلاجية في داخل دولة الإمارات وخارجها. هناك حاجة إلى بناء الثقة والمصداقية، والترويج لدولة الإمارات بأنها وجهة للسياحة العلاجية الآمنة وفق معايير عالية. وبشكل أكثر تحديدا، تتمتع دولة الإمارات بسمعة جيدة بأنها بلد آمن، يبدي احترامًا تجاه الجميع، خاصة للنساء والأطفال. كذلك، لدى السياح القادمين لغرض علاجي فرصة الجمع بين الحصول على العلاجات الطبية مع ممارسة أنواع أخرى من السياحة، وبالتالي هنا تكون السياحة العلاجية نقطة جلب وجذب ممتازة.

Translated by / تمت الترجمة بواسطة

Samar Sarafi